بعد ان انتهيت من الواجب الاول الذي كلفت به من قبل الفاضله
بوح القلم ها أنا ذا ألبي دعوة أخي العزيز
محمد صاحب
مدونة نسمات الشامو لا أخفي عليكم أنني أحببت موضوع الواجبات هذا لولا أنه في هذه المره جاء الدور علي لأبوح ببعض أسراري
كنت أتفلسف على الآخرين بأن هذا الواجب عبارة عن كذا وكذا للتنفيس و الترويح عن النفس المثقله بالأعباء والهموم
وها أنا اليوم في المصيدة محتار بما أبوح وكيف أبدأ؟
فليس لدي ما أقول ولكن سأحاول أن أسرد
بعض نفسي متمنياً أن أفيد و أستفيد
و هنا أذكر لكم طريقة عاملنا بها الوالد رحمه الله (اللهم آمين)
إذ كان يجمعنا من فتره الى أخرى و يقيم (مجلس الصراحه)
فنتحدث بكل صغيرة و كبيرة فعلناها و بكل وضوح في مأمن من العقاب فهذا يوم العقاب الممتع , إنه يوم للنقاش و النقاش والنقاش الى أن نتفق على حلول و اعتذارات و غير ذلك من تعليمات و توجيهات القلب الحنون (أبي) مع بعض العقاب اللطيف الذي ينال أبي قسط منه نتيجة لإعترافاته التي ينزل بها الى مستوى أعمارنا بدعم و مباركة أمي الحبيبة حفظها الله
قليلاً ما أتحدث عنه لأنه صديقي المقرب
(أسأل الله أن يجمعنا به في الفردوس الأعلى)
اذكر لأبي أنه كان يدور في البيت و نحن وأطفال الجيران من ورائه طابور و هو يرد (توت توت توت,, أطر, ازغنطوط) الى أن يتوقف القطار في محطة النزول ليرتشف الشاهي الأحمر(الأسود) مع قطع من الكيك و بيده صحيفة يتصفحها , ونحن من حوله نتطاير بجنون طفولي بريء و بحر من الطيبة والحنان يحيط بنا , فنكثر من الصخب الى أن نصل الى مرحلة الإزعاج الذي يعالجه بنظرات تأديبية يفهمها الجميع إلا أنا , فيصمتون ترتسم على وجوههم بسمة خجل أما أنا فعلاجي (بحث أبي عن الخيزران) التي هو يعرف مكانها فأنصت وأصمت و أتمتم في نفسي (الله يستر) الى أن ترتسم على وجه أبي بسمة عتب أعانقها بتدليك أقدامه رحمه الله
دائماً ما كان يحدثني عن الأقصى و فلسطين و عن حلم الوحده العربيه , كان يحدثنا عن ثورة المليون شيهد و كيف طردت فرنسا بدماء المجاهدين ( بأسلوب طفولي عام) و في الإجازات كان مركبي ظهر أبي يسبح بي في زرقة البحر أما في الليالي الهادئة الجميلة ذات الرونق الخاص كالليالي المقمرة فقد كان يذهب بنا الى الرصيف حيث ترسوا زوارق الصيد لننتظر وصول أول زورق لعل فيه ظالتنا (قد يطول الإنتظار) فيفاصل على السعر حتى يصل الى مبتغاه و من ثم ننطلق ليطهو لنا أشهى صينية سمك محشو بالخضار مع ألذ صحن ارز صيني و بعد أن نحشو البطون بأطايب الصحون يأتي الشاي (الشاهي) بخمرته الزكيه التي تعانق الكيف بمذاق فريد (و يحلى السمر)
صباح أبي (سأسرد لكم ما في الخاطر فأعذروني إن أطلت الحديث)
في الصباح الباكر يوقظني و من ثم ينطلق الى المطبخ لإعداد طعام الإفطار الذي يتكون من (بيض مسلوق و جبن و مربى) أو (صحن فول وجبنة بيضاء) (ولا تنسوا الشاي) ههـ ومن ثم ننطلق الى دكان عتيق من زمن أيام زمان لأحد أصدقائه المقربين لنسجل حضورنا (كالتوقيع على دفتر التحضير) و بعدين معاك يا غريب!! (طفشتكم؟) صح
نبدأ الواجب:
ـ1ـ مخاوف الصغر:ـ منذ نعومة أناملي أو أظافري زي ما تحبوا و انا أكره النوم منفرداً و لذا فقد كانت امي تمكث عند رأسي و تدندن لي فتنام قبلي هههـ و احياناً تطفش مني فيشفق علي أبي فيحتويني بقصة أو بسمة أو طبطبة دافئه وكانت هذه من اكبر مشكلاتي التي أزعج بها أهلي
ـ منذ نعومة أظافري أو أناملي زي ما تحبوا وانا أكره العتمه فلا ثم لا لإطفاء ضوء أو انارة الغرفه فلا انام إلا والنور مضاء وهذي مشكلة تانيه لأن بعض من ينسدحون للنوم في نفس الغرفه لا يستطيعون النوم إلا في عتمة مظلمة هههـ (يا جبان يا مزعج نام)
ـ منذ أول لحظة لي في المدرسة بكيت و بكيت أريد البيت ولم تسكتني إلا شلنات و دنانير وضعها ابي في جيبي ليحفزني (يا لئيمممم)
ـ منذ صغري و انا اقلق لتأخر ابي (لعل مكروه قد اصابه) (لعل....) ولعل...) الى أن يأتي فأتنفس الصعداء دون إخباره طبعاً
ـ 2ـ المدرسه:ـ اولى ابتدائي حولنا أدراج الصف الى عربات تدفع و تسحب و لعبنا بالكراسي كرة طائره فاكتشف المديرأمرنا فلذنا بالفرار وكادت حافلة نقل أن تدهسني
ـ في الإبتدائيه أجبرتني مدرسة أجنبيه على تقبيل زميلتي في مسرحية سلبن بيوتي وكنت في أشد الوجع و الحرج فقد تعمدت تلك المدرسه إقحامي في هذه المسرحيه لتفكك تمسكي بما ربيت عليه من حياء و مخافة لله فقد كانت تحارب ديننا في طفولتنا البريئه
ـ في أيام الإبتدائيه كنت أطلق الأعيرة الهوائيه من بندقية لصيد العصافير على صور لزعماء عرب (بسريه تامه)
ـ في تلك الأيام كان لدي صندوق شطرنج أستعمله كحصالة نقود (أنفقتها في الإعداديه على كلام فاضي) :
ـ 3ـ الأصدقاء :ـ كنت غريباً بين أصدقائي عنيف في مزاحي دائم الملل
ـ كان لدي صديق و قريب طيب جداً و دائماً ما كنت أهجره الى أن يبكي و يعتذر على لا شيء الى أن أصالحه ():
ـ فقدت أثر أصدقاء الصغر و منذ وقت قريب بدأت أفقد أثر أصدقاء الكبر ولا أقول بأنهم تركوني وحيد ولكنها مشكلة لدي فأنا بليد في التواصل مع الأخرين و لهذا تتفلت حبال الصداقة مني
ـ صديقي المخلص هو قلمي رغم هجري له منذ مدة ليست بالقصيره و قد كتبت له اعتذار في
أطياف غريبـ صديقتي الوحيده هي أختي فهي التي علمتني معنا الصبر والإحتساب عند وفاة أبي
ـ أصدقائي كلهم يخزنون
القات فلا يجمعنا إلا مجلس القات المقيت الذي هجرته منذ أشهر و مع هذا أعترف لكم بأني أحب تناول القات رغم كرهي له (أحبه و أكرهه!) فقد دمر شبابي و أخذ من وقتي الكثير بلا فائده ولا مردود سوى إشباع لنشوة لحظية يصور لك فيها بأنك في أفضل حالاتك والحقيقه عكس ذلك تماماً وقد بدأ يتكون لدي إقتناع مبدأي بأن القات إدمان خلافاً لما يتشدق به البعض بأن تعاطي القات عادة إجتماعيه ليس إلا, فمن طرفي مع القات ما يلي : ـ
أـ كنت أمضغ القات غصن تلو الآخر في مركبه لصاحب لي فضايقتني الشمس فبدلاً من أن أظلل على نفسي بجريده أو بأداة التظليل التي تقع أعلى الزجاج الامامي للسياره أخذت أهش وأهش (هش هش) فظن صاحبي بأن هنالك ذبابة تضايقني و لكنه لم يرى أي ذباب فبادر بسؤالي عما أهشه ؟ ذباب؟ فقلت بهدوء: الشمس جهرتني وظايقتني , فإنفجر صاحبي ضاحكاً حتى كاد يشترق بالقات و اخذ يقص قصتي على كل من هب و دب فعرفت في المجالس بأني أهش الشمس بدلاً من الذباب (
وقالوا ليس بمخدر)
ب ـ في ليله من الليالي إنتهى وقت السلطنه فأخرجت القات من فمي و ذهبت الى المخبز و بعد أن أشتريت حاجتي عدت الى السيارة فوجدتها قد خدشت بوضوح فسببت بعلو صوتي ذاك المعتوه الصامت الذي تسبب بخدش السيارة و لم يجبني أحد و عندما أدخلت المفتاح لأركب لم يفتح قفل السياره , ركلت السياره و هممت بكسر زجاج ثابت فيها لأفتحها ومن حسن حظي أني نظرت الى شنطة السيارة فوجدتها تختلف كلياً عن شنطة سيارتي فنظرت بدهشة فإذا بسيارتي تقف تلو تلك السيارة بسيارة فخطفت خطواتي الى سيارتي خوفاً و تحرجاً من أن يكون صاحب تلك السيارة المخدوشه قد رأني و أنا أركل سيارته و أتمتم بالسباب , و بسرعة جنونيه إنطلقت أضحك على خيبتي (
وقالوا عن القات : ليس بمخدر)
جـ ـ مرة من المرات زاد معيار السلطنة فلم أدري بنفسي إلا و أنا أهم بقرع باب منزلي
فأمسك بيدي جار لي قائلاً : أعطوك (ليسن قات) ترخيص قات ؟؟
"نظرت الى نفسي لأجدني لم أخرج القات من فمي ولازلت أمضغه و أهرسه" فبسرعة البرق إختبأت و أخرجت القات ومن ثم تمضمضت و لكت بعض العلك خوفاً من أن تكتشف أمي أمري فحمدت ربي أن أرسل لي جاري لينقذني من قرع بالحذاء على رأسي و لينقذ أمي من هم سيحرمها لذة النوم أسمه (إبني مخدر قات) فأمي منذ صغري وأنا أسمعها تردد بأن القات مخدر مخدر مخدر ( وقالوا ليس بمخدر) (
وكما قال سقامته : هي مجرد عادة إجتماعيه لها إيجابيات!! و لها سلبيات)
ـ 4ـ الرياضه :ـ منذ صغري وانا أحلم بأن أصبح عملاق مفتول العضلات فأصبحت مفتول الكرش و الشحومات
ـ إلتحقت بنادي رياضي و حققت نجاحات أجهضها القات (و قالوا ليس بمخدر)
ـ أحببت لعب كرة القدم رغم بدانتي و دائماً كنت أطرد لأنني دفاع فاشل يكسر اللاعبين
ـ مرة من المرات ركلت الكرة بشدة مسجلاً قووول في رأس إحدى التلميذات فبكت و أنا اعتذر واعتذر...إلخ من الإحراج
ـ مرة أرغمت على سباق لقفز الحواجز فجريت أقفز وأقفز إلى أن توقفت ( تعبان موووت)(كفايه حرام عليكم)
ـ مرة أجبرني أبي على حميه من كتاب فكنت أجاريه نهاراً وأباغت به يكشفني و انا كالفأر ألتهم الطعام خلسة ليلاً الى أن رفع الرايه البيضاء واستسلم
ـ مرة كنت أسبح في البحر فتلاطم بي الموج في يوم عاصف فلم اجد من بد إلا أن أصيح بعلو الصوت أنقذوني ولحسن الحظ لاحظ أحد اصحابي حركة يداي فأسرع و أنقذني
ـ مرة تشجعت وركبت البحر مع بعض اصدقائي من البحاره (صيادي الأسماك) فركبت معهم ظاهري الشجاعه و مكنوني خوف وهلع و من أول يوم اصطحبوني فيه خسروا ثلث شباكهم التي يصطادون بها الأسماك (منحوس) عملت معهم لشهر كامل كان من أخطر مغامرات حياتي و أروعها على الإطلاق , هنالك حيث لا يابسة (سماء وماء) تنظر حولك فتجد الجميع يذكرون الله (صالحهم وطالحهم ) حتى معاقر الخمر يفيق من سكرته ليقول يا رب لطفك من هول الخطر و بعد السفر و إنقطاع حبال معونة البشر , و بلطف و رحمة من الله ينجوا الجميع و لكن هل من معتير؟
ـ 5ـ الأهل :ـ كلما دخلت دار جدي لأبي بكى القلب و أجلت العين دمعها الى حين فهنا كان يجتمع الناس الغريب قبل القريب وهنا ترعرت بعض صغري
ـ جدتي لأبي إمرأة بدويه قوية كانت تطريني بكلمات ليست كالكلمات و كان تتميز بحرصها على صله الرحم فالكل يأوي إليها و من جدتي تعلمت أن أعتز بأخوالي فقد كانت جدتي ترفع أخوالها فوق الجميع حتى وهي مريضة على فراش الموت
ـ جدي لأمي كثيراً ما يذكره الناس بالخير والصلاح فقد توفي رحمه الله وانا ابن سنة واحدة
ـ جدتي لأمي إمرأة تعشق الأرض والطين والزرع و النخيل , اضطررنا أن نعتقلها في منزلنا و مدينتنا لكبر سنها
ـ أخي و أختي جناحاي اللذان اطير بهما رغم الإختلافات الفكريه
ـ أنا شخص عالة على أهلي و على قول أمي (خاب ظني فيك و تبددت لآمال) الأمال مصداقاً لقولي ( كنت أحسبك يا طير بتجيب لي طعمه** خابت ظنوني فيك ما جبت لي تمره)
ـ 6ـ الصدف الصعبة :ـ ما بين مقعد السائق و فرامل اليد وجدتها و ليت أني لم أجدها ؟ (وصية أبي) هنا أدركت بأن حياتي ستنقلب رأس على عقب (سيرحل أبي) أدرك رحمه الله بأن الأجل إقترب و وصل فخط بيده نهايه كل مسلم (وصيه) أبرأ فيها الذمه و ذيلها بتوقيعه و توقيع أعز صديق له , تقاذفني الهم و الحزن و بهدوء أعدتها الى مكانها و تناسيت الأمر الى ما بعد وفاته رحمه الله , إثر هذا الحدث كنت كالمشلول ما بين (ألم و أمل) كنت أدعو الله أن يشفي أبي ويطيل في عمره و لكنها ساعة و أجل محتوم فما الأمراض و الحوادث إلا أسباب قدرها الله عز وجل
ـ7ـ الوسواس القهري:
ـ لدي مشكلاتي الخاصة بالوضوء فقد أعيد الوضوء عدة مرات
ـ أعاني كثيراً من كثرة غسل اليدين عند كل شارده و وارده
ـ بعض الأحيان يتملكني الحزن لفرط استخدامي للماء والصابون و لولا ان الديتول سبب لي حساسيه لكنت أستخدمته
ـ أغبط الآخرين على اعتدالهم وبساطتهم في أمور النظافه والوضوء
أنا عارف اني اتفلسفت كتير و كترتها حبتين بس هدااا اللي علمونا اياه في الكليه كثرة التنقيط
احمد الله على هذه الفرصه التي أتاحت لي أن أعبر وأفضفض و أثرثر
شكراً جزيلاً لـ
نسمات الشام ـ
واخترت لهذا الواجب : ــــ
1ـ مدونة
كلمة و نص 2ـ مدونة
fleur-de-rif